17قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) 1، وفي معناه آيات كثيرة أخرى تدل على أنه تعالى إليه المرجع والمصير والمنتهى، وإليه يرجعون وإليه يقلبون.
فهذا هو العلم الضروري الخاص الذي أثبته الله تعالى لنفسه وسماه رؤيةً ولقاءً، ولا يهمنا البحث عن أنّها على نحو الحقيقة أو المجاز؛ فإنّ القرائن كما عرفت قائمة على إرادة ذلك، فإنْ كانت حقيقة كانت قرائن معينة، وإنْ كانت مجازاً كانت صارفة، والقرآن الكريم أول كاشف عن هذه الحقيقة على هذا الوجه البديع، فالكتب السماوية السابقة على ما بأيدينا ساكتة عن إثبات هذا النوع من العلم بالله وتخلو عنه الأبحاث المأثورة عن الفلاسفة الباحثين في هذه المسائل فإنّ العلم الحضوري عندهم كان منحصراً في علم الشيء بنفسه حتى كشف عنه في الاسلام، فللقرآن المنة في تنقيح المعارف الإلهية 2.
رؤية الله تعالى في أقوال علماء الإمامية
اتفق علماء الإمامية على استحالة الرؤية البصرية مطلقاً دنياً وآخرة، وهذه إشارة لبعض أقوالهم في المسألة:
1 - قال الشيخ المفيد (ت/ 413 ه): لا يصحّ رؤية الباري