18
سبحانه بالأبصار، وبذلك شهد العقل ونطق القرآن وتواتر الخبر عن أئمّة الهدى من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله)، وعليه جمهور أهل الإمامة وعامّة متكلِّميهم إلاّ من شذّ منهم لشبهة عرضت له في تأويل الأخبار» 1.
ولعلّ مراده من الشاذّ هو أحمد بن محمّد بن نوح السيرافي، حيث قال الشيخ الطوسي عنه ضمن ترجمته: واسع الرواية، ثقة في روايته، غير أنّه حكي عنه مذاهب فاسدة في الأصول، مثل القول بالرؤية وغيرها 2، لكن التعبير بالحكاية يدلّ على عدم ثبوت هذه النسبة إليه.
ولا يخفى أنّ هناك من سعى إلى إلصاق تهمة الرؤية بالمتكلّم المعروف هشام بن الحكم، وواضح أنّ إيحاءات السياسة والصراعات المذهبية والقدرة الكلامية التي حظي بها هشام في عصر الإمام الصادق عليه السلام كلّها أسباب تعاضدت في نسج هذه التهمة له.
2 - قال الشيخ الطوسي (ت/ 460 ه): نفي الرؤية: و لا يجوز عليه تعالى الرؤية بالبصر، لأن من شرط صحة الرؤية أنْ يكون المرئي نفسه أو محله مقابلا للرائي بحاسة، أو في حكم المقابل، والمقابلة تستحيل عليه، لأنّه ليس بجسمٍ، و مقابلة محله أيضاً