10
ذٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَ النّٰاسِ لاٰ يَعْلَمُونَ ) 1، وقد تضافرت الأحاديث من طريق أئمة اهل البيت عليهم السلام في تفسير الفطرة بالتوحيد.
فالإذعان بوجود ذات ينتهي إليها أمر كلّ شيء من لوازم الفطرة الإنسانية ولا يحيد عنه إلا من انحرف عن إلهام فطرته، لشبهة عرضت له؛ كمن يُجبر نفسه على الاعتياد بالسم وطبيعته تحذره بإلهامها، وهو يستحسن ما ابتلي به.
ومن هنا اتفق الإلهيون على أصل ثبوت وجود البارئ تعالى، لكنّهم اختلفوا فيما دون ذلك، وفي مقدمة الأمور التي اختلف فيها هي صفات الحقّ تعالى من حيث أصل ثبوتها ومعناها وأقسامها؛ ولذا تقتضي الضرورة طرح النظريات الإسلامية في المسألة بلغة العصر.
فوائد البحث وآثاره
إنّ معرفة كُنه ذات الله هي أمر مستحيل بعد ثبوت بساطة ذاته المتعالية وانتفاء الماهية عنه، إذ العقل إنّما يمكنه معرفة كُنه الماهيات، وأمّا ما لا ماهية له فليس للعقل أن يعرف كنهه، فهو تعالى صرف الوجود ومحض التقوم وينبوع كلّ وجود ومبدأ كل فيض وجود، وموجودية الماهيات إنّما تتصح بكونها فائضة عنه،