11 فجلّ وجوده عن أنْ يتعلّق بماهيةٍ أصلاً.
ومن هنا فالعقل يعرف الله تعالى بصفاته وأسمائه، إذ إنّ جهات الخلقة وخصوصيات الوجود التي في الأشياء ترتبط بذاته المتعالية عن طريق صفاته الكريمة، فالصفات وسائط بين الذات وبين مخلوقاته، وقد اشير إلى هذا المعنى في الروايات الواردة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام ؛ كما في رواية ابن سنان، عن أبي الحسن عليه السلام ، قال: «
فليس يحتاج أنْ يسمي نفسه، ولكنه اختار لنفسه أسماءً لغيره يدعوه بها، لأنّه إذا لم يُدعَ باسمه لم يُعرف» 1.
وإذ يكون الأمر كذلك ستكتسب مسألة الصفات والأسماء أهمّية مضاعفة، لأنّ المعرفة ستتمّ من خلالها بعد أن استحالت عن طريق الذات، حيث ستغدو الصفات وسائط بين الذات وبين مصنوعاته سبحانه ووسيلة للارتباط به.
الصفة في اللغة والاصطلاح
الصفة في اللغة من النعت، فوصفه يصفه وصفاً وصفة أي نعته، فهما مترادفان، وقيل: الوصف: مصدر، والصفة: الحلية، وقال الزبيدي عن الليث:
الوصف: وصفك اء بحليته ونعته فاتصف أي صار موصوفاً، أو صار متواصفاً، كما في قول طرفة: (جار كجار الحذاقي الذي اتصفا)، أي صار موصوفاً بحسن