18روى البخاري والترمذي في سننه، عن ثابت بن الضحاك: «ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله (أو) كقاتله» 1.
بل وأكثر من ذلك أيضاً يجب أن لا نحاسب الناس على بواطنهم ونواياهم، فمن قال: لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله(ص) يجب أن يصان دمه وعرضه وماله، فلا يجب التنقيب عن القلوب وما يدور في خلجاتها.
فقد روى البخاري في حادثة ذي الخويصرة عندما خاطب رسول الله(ص) بقوله:
اعدل، فهنا انتفض الصحابة ومنهم خالد بن الوليد، فقال:
يا رسول الله ألا أضرب عنقه، قال: لا، لعلّه أن يكون يصلّي. فقال خالد: وكم من مصلّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه؟! قال رسول الله(ص): «إنّي لم أؤمر أن أنقّب قلوب الناس ولا أشقّ بطونهم» 2.
وفي قول آخر له(ص):
«أفلا شققت عن قلبه حتّى تعلم من أجل ذلك أم لا؟ من لك بلا إله إلاّ الله يوم القيامة؟..»
3
.
من هنا جاءت أقوال العلماء راسخة القدم في نبذ هذه الثقافة وضربها عرض الجدار، راسمةً بذلك منهجاً مغايراً لما ورثوه من أفكار بالية عفا عليها الزمن.
قال القاضي الإيجي:
«جمهور المتكلّمين والفقهاء على أنّه لا يكفّر أحد من أهل القبلة»
4
.