13إذن أساس الإسلام مبنيّ على معرفته ومعرفة صفاته وأسمائه والإيمان بها، وهذه المعرفة تخرجه عن حدّ الجهل بربّه، على حدّ تعبير ابنالقيم.
بعد هذه المقدّمة كيف يحقّ لقائل 1 أن ينسب إلى الإمام مالك بقوله إنّ: «الإستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة» 2. فالسؤال عنه بدعة فكيف نعرفه؟! وكيف نخرج عن حدّ الجهل به؟! وقد تقدّم ما أشار اليه الأصفهاني:
لو أراد رجل أن يعامل رجلاً طلب أن يعرف اسمه وكنيته، واسم أبيه وجدّه، وسأل عن صغير أمره وكبيره، فالله... أولى أن نعرفه. ثمّ كيف نعبد ربّاً نجهل صفاته الموصلة إلى عبادته.
لذا قال الإمام البيهقي:
وحقيقة المعرفة أن نعرفه موجوداً قديماً، لم يزل ولا يفنى، لا يتصوّر في الوهم ولا يتبعّض ولا يتجزّأ، ليس بجوهر ولا عرض ولا جسم، قائماً بنفسه مستغنياً عن غيره، حيّاً قادراً عالماً مريداً سميعاً بصيراً متكلّماً، له الحياة والقدرة والعلم والإرادة والسمع والبصر والكلام، لم يزل ولا يزال هو بهذه الصفات، ولا يشبه شيء منها شيئاً من صفات المصنوعات، ولا يقال فيها: إنّها هو ولا غيره ولا هي هو وغيره، ولا يقال: إنّها تفارقه أو تجاوزه أو تخالفه أو توافقه أو تحلّه، بل هي نعوت له أزلية ليست بأعراض ولا بأغيار ولاحالة في أعضاء غير مكيّفة بالتصوّر في الأذهان ولا مقدورة بالتمثيل في