12
الصفة. فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثنّاه، ومن ثنّاه فقد جزّأه، ومن جزّأه فقد جهله، ومن جهله فقد أشار إليه، ومن أشار إليه فقد حدّه ومن حدّه فقد عدّه..»
1
.
وهنا أشار سيّد الموحّدين إلى المعرفة بهذا الدين والتصديق به من خلال التوحيد، والتوحيد نعرفه من خلال صفاته، بلا تشبيه وتمثيل، فلازم القرن بغيره هو التثنية والتثنية حقيقتها أنّك تجزّئه، ومن لوازم التجزئة الجهل به، ومن لوازم الإشارة إليه أنّك تحدّه، والحدّ هو أنّك تعدّه، وبذلك تخرجه من حقيقة الأحدية إلى العددية، وكلّها لوازم باطلة.
قال ابنالقيم الجوزية:
لا يستقر للعبد قدم في المعرفة بل ولا في الإيمان حتّى يؤمن بصفات الرّب جلّ جلاله، ويعرفها معرفةً تخرج عن حدّ الجهل بربّه، فالإيمان بالصفات وتعرّفها هو أساس الإسلام، وقاعدة الإيمان، وثمرة شجرة الإحسان.. 2.
وقال أبوالقاسم الأصفهاني:
قال بعض العلماء: أوّل فرض فرضه الله على خلقه معرفته، فإذا عرفه الناس عبدوه، قال الله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ ) (محمد: 18) فينبغي على المسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها؛ فيعظّموا الله حقّ عظمته، ولو أراد رجل أن يعامل رجلاً طلب أن يعرف اسمه وكنيته، واسم أبيه وجدّه، وسأل عن صغير أمره وكبيره، فالله الذي خلقنا ورزقنا، ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه، أولى أن نعرف أسماءه ونعرف تفسيرها.. 3.