11
المقدّمة
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد وآله الطيبين الطاهرين؛ وبعد..
لا يسايرنا الشك أنّ أعظم المقاصد وأجلّ العلوم هي معرفة التوحيد، والمعرفة الصحيحة نافذتها وبوّابتها الحقيقية هي معرفة الأسماء والصفات، وهذا العلم يؤدّي بنا بالنتيجة إلى عبادته تعالى، وهي الغاية الأسمى بل هي غاية الغايات (وَ مٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّٰ لِيَعْبُدُونِ ) (الذاريات: 56). إذن فهناك مقدّمات لإحراز الوصول إلى تلك النتيجة.
ومعلوم بالفطرة والوجدان أنّ عبادته هي من أعظم الواجبات وآكدها، ومن هنا تبرز أهمية فقه أسماء الله تعالى وصفاته، لذا نجد في كلمات أميرالمؤمنين(ع):
«أوّل الدين معرفته، وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده الإخلاص له، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه؛ لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف، وشهادة كلّ موصوف أنّه غير