6وقد ساعدهم في الوقت الحاضر ما يمتلكونه من موارد اقتصادية مهمّة، وحكومات موالية لهم وللاستكبار العالمي، الذي ما برح يزرع الفِرقة والفتنة بين صفوف المسلمين، مضافاً إلى امتلاكهم وسائل الإعلام المتطوّرة والحديثة في إيصال صوتهم إلى أبعد نقطة في العالم الثالث، حتّى بدأ بعض أبناء المذاهب الإسلامية يتقهقرون أمامهم ويستسلمون لرأيهم، نعم إنّ الأكثريّة من أهل السنّة وقاطبة الإماميّة لا تنطلي عليهم أكاذيب ومغالطات الوهابية؛ إذ تجدهم يقفون مواقف مشرّفة أمام هذا المدّ الوهابي، الذي بات بفضل الوعي الثقافي والديني لأبناء الأمّة الإسلامية غير خفي على أحد، خصوصاً وهو يرى مواقفها المناصرة لأعداء الدين والإنسانية، والتي تكشف عنها فتاوى كبارهم في العصر الحاضر، كابن جبرين وابن عثيمين وغيرهم، التي يفتون فيها بقتل ومقاتلة المسلمين وتحريم مقاتلة اليهود والإسرائيليين.
وهذا الكتاب الماثل بين يديك غيض من فيض، يوضّح لك فيه الكاتب العزيز بعض المواقف المخزية لهذه الغدّة السرطانية، التي زرعها ابن تيمية وأحيا أمرها محمّد بن عبدالوهاب من جديد في جسد الأمّة الإسلامية، وكيف أنّ هؤلاء بأساليبهم الشيطانية ومواقفهم البغيضة للشيعة الإمامية، يحاولون تضليل الأمّة وإبعادها عن منهج أهلالبيت(عليهم السلام)، وكيف أنّهم يحاولون خلط الأوراق وقلب الحقائق باسم الدين؛ لكسب النصير والتأييد لهم من أبناء الأمّة الإسلامية، التي أراد لها الإسلام أن تكون قائدة للعالم الإنساني، وأرادوا لها أن تكون مقودة للشيطان الأكبر المتمثّل بالاستكبار العالمي؟!
وفي الختام لا يسعنا إلّا أن نتقدّم بجزيل الشكر والامتنان للباحث الكريم أبومحمّد الساعدي، ولجميع الأخوة العاملين في معهد الحج والزيارة، على أمل أن يستفيد منه كلّ من يروم طلب الحقيقة والواقع، سائلين المولى العلي القدير للجميع بالتوفيق والسداد.
إنّه ولي التوفيق
معهد الحج والزيارة
قسم الكلام والمعارف