18ذويهم وأهاليهم في سامراء، من خلال ما يتلقّونه من الهدايا التي تقدّم لخدمة هذين المرقدين الشريفين وحرّاسهما، مضافاً إلى ما يمارسه أهل هذه البلدة من بيع السلع التجارية على آلاف الزوّار الذين ما برحوا يأتون من كلّ فجّ عميق، ولكنّهم فجّروهما لطمس معالم وآثار أهل البيت(عليهم السلام)، التي باتت تهددهم في عقر ديارهم، وتكشف أكذوبتهم؛ لأنّها أدلة حيّة وشواهد تاريخية لما عاناه آلالنبي(صلى الله عليه وآله) من أمّة غلب على هواها الشيطان، وبات يتحكّم فيها الطاغوت، فهم بذلك يعلنونها حرباً على آل الرسول(صلى الله عليه وآله)، بدأت جذوتها بغصب خلافتهم والتجاوز على إرثهم بعدم السماع لحجّتهم، ثمّ تلتها قتل أميرهم الإمام علي(عليه السلام)، ثم قتل أبنائه واحداً تلو الآخر، قتلة شرّ من قتلة، فرحل حسنهم بالسم شهيداً، وحسينهم بالسيف مذبوحاً، وحريمهم للشام مسبية، ثمّ لم يكتفِ يزيد المجون والخمر والكفر إلّا أنّ ينتهك حرمة مدينة النبي(صلى الله عليه وآله) وحرق بيت الله الحرام بالمنجنيق 1، فما هي إلّا ثلاث سنوات، سنة قتل الإمام الحسين(عليه السلام)، وسنة نهب المدينة في واقعة الحرة، وسنة أحرق بيت الله بالمنجنيق.
وها هي اليوم أحفاده يحرقون بيوت النبي(صلى الله عليه وآله)، وهي كما قال الله تعالى: ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهٰا بِالْغُدُوِّ وَ الْآصٰالِ ) [النور: 36]، كما جاء ذلك في قصة فقيه أهل البصرة مع الإمام الصادق(عليه السلام) الذي جاء ليسأل الإمام عن مسائل، فقال له الإمام(عليه السلام):
من أنت؟ قال: أنا قتادة بن دعامة البصري، فقال له أبو جعفر(عليه السلام): أنت فقيه أهل البصرة؟ قال: نعم، فقال له أبو جعفر(عليه السلام): ويحك يا قتادة، إنّ الله جلّ وعز خلق خلقاً من خلقه فجعلهم حججاً على خلقه، فهم أوتاد في أرضه، قوّام بأمره، نجباء في علمه، اصطفاهم قبل خلقه أظلّة عن يمين عرشه، قال: فسكت قتادة طويلا ثم قال: أصلحك الله، والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدّام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدّام واحد منهم ما اضطرب قدّامك قال له أبو جعفر(عليه السلام): ويحك أتدري أين أنت؟ أنت بين يدي