17آلامهم وأوجاعهم؟ أم.. هل كانت كلّ هذه معسكرات مواجهة معكم، وجبهات قتال في مقابلتكم؟ مالكم كيف تحكمون؟ أم حكم الجاهلية تبغون؟
هو النفاق بعينه !!
إنّ هذه الجماعة التكفيرية بدأت تحارب فكر أهل البيت(عليهم السلام) باسم الدفاع عن أهل البيت(عليهم السلام)، ولم تكتفِ بمحاربته ومحاربة كلّ ما لهم من أثر باق على وجه الأرض، أو من يتمسّك به ويدعو إليه، بل راحت تطلق الدعوات عبر وسائلها الإعلامية المختلفة، أنّها تدعوا الناس إلى محبّة أهل البيت(عليهم السلام)، الذين أوصى الله تعالى ونبيّهم بهم خيراً، وأوجبا محبّتهم على جميع الناس، كما جاء في صحيح مسلم:
أنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه، ثمّ قال: وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي 1.
ولكن هذه الجماعة عمدت إلى هدم معالمهم الأثرية، وكلّ ما يدلّ عليهم، ويربط الأمّة بهم، مضافاً إلى قتل شيعتهم، وتبديع كلّ من يحاول الاقتراب أو إظهار محبّتهم أو إحياء ذكرهم، فأعلنتها حرباً شعواء عليهم من خلال محاربة شيعتهم ومحبيهم، وهي بذلك تريد طمس ما تبقى من معالمهم وآثارهم العلمية والخارجية، وحادثة الحرمين الشريفين للإمامين العسكريين(عليهما السلام) في سامراء العراق، حيث قاموا بتفجيرهما في عام (2005م) ليست ببعيدة، وشاهد حيّ على همجيّة هذه الجماعة التكفيرية، إن تناسينا جرائمها يوم قيامها، وما لحق بالحرم المكي الشريف والبقيع، وهجومها وتجاوزها على حرم الإمام الحسين(عليه السلام) ونهب كلّ ما فيه من الذخائر النفيسة والمعالم الأثرية القيّمة، وغارتها على أهل نجد واليمن وغيرها من الجرائم التاريخية البشعة التي قامت بها هذه الجماعة التكفيرية؛ فلم يكن تفجيرهم للإمامين العسكريين(عليهما السلام) في سامراء؛ لأنّ الشيعة تزورهم؛ لأنّ مثل ذلك يعود بالنفع المادي العظيم على