16باسم الدعوة إلى الدين ومحاربة أعدائه، والدين الإسلامي بريء منهم ومن أفعالهم الشنيعة بحقّ الإنسان والإنسانية، فلم يكن دين الإسلام في يوم من الأيام أداة انتقام واستئصال للإنسانية والتجاوز على حقوق الآخرين، بل كان منذ اللحظة الأولى دعوة إلى السلام والأمن وتحقيق الحرية التي حرمت منها الإنسانية طوال تاريخ حياتها تحت الطواغيت والجبابرة، فهو دين الرحمة لا دين النقمة والعذاب، فقد شوّهت صورته هذه القاعدة الإرهابية التي زرعها أعداء الدين في قلب المسلمين، لمحاربة الإسلام والمسلمين، فانتبهوا يا أولي الألباب !!
خوارج النهروان تداهمكم
خوارج أمس هم خوارج اليوم، فالذي بقر بطن النساء وقتل الأطفال الأبرياء عند النهروان، تجده يبقر النساء ويقتل الأطفال اليوم في مختلف البلدان الإسلامية بحجّة الشرك في مرأى ومسمع من علماء وقادة الأمّة الإسلامية، نقل الطبري حكاية عن خوارج النهروان جاء فيها: «وأقبلوا إلى المرأة، فقالت: إنّي إنّما أنا امرأة ألا تتقون الله، فبقروا بطنها، وقتلوا ثلاث نسوة من طيئ، وقتلوا أم سنان الصيداوية». 1
وهذه بنفسها اليوم ولكن الوسيلة اختلفت، فقد كان السيف وسيلتهم، واليوم التفخيخ والتفجير والأحزمة الناسفة، وهم بهذه التفجيرات يدعمون بفتاوى علمائهم ليضفوا على أفعالهم الإجرامية صفة شرعية، وهم بذلك يقتلون عشرات، بل مئات، بل ألوف النساء والشيوخ والأطفال في العراق وأفغانستان وباكستان، بدم بارد، وبلا رحمة أو شفقة على أحد، فماذا نقول لهؤلاء التكفيريين؟ فلماذا المسلمين بالذات؟ ولماذا هؤلاء الأبرياء بالذات؟ هل أصبحت الروضة التي يتعلّم بها هؤلاء الصبية معسكراً وجبهة لمقاتلتكم؟ أم أنّ السوق الذي تذهب المرأة والشيخ الكبير لتوفير متطلباتهم، أم المستشفى الذي يذهبون لمعالجة