19( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهٰا بِالْغُدُوِّ وَ الْآصٰالِ ) فأنت ثم، ونحن أولئك، فقال له قتادة: صدقت والله، جعلني الله فداك، والله ما هي بيوت حجارة ولا طين 1.
فالأيام هي الأيام، اليوم هو بالأمس بالنسبة لهذه الحركة مع تغيّر طفيف في أسلوبها وكيفية دعوتها، والأمّة في سباتها، لا تسمع منها إدانة، ولا موقف مشرّف، نعم، إذا كانت أضحت رعاتها قادة الوهابية، فإنّك تجد لها موقف وتسمع لها صوت يسجّله لهم التاريخ، ألا وهو إطلاق الفتاوى بهدم ما تبقّى من معالم وآثار أهل البيت(عليهم السلام)، وقتل أتباعهم ومحبّيهم، وتبديع كلّ من له صلة بهم أو يظهر المحبّة لهم، في العراق أو مصر أو أفغانستان أو باكستان أو إيران أو لبنان أو غيرها من البلدان الإسلامية، حتّى راحت ضحية هذه الفتاوى الآلاف من الشيعة الإمامية، وأُحرقت مراقد لأبناء الأئمة والصحابة وبعض الصالحين في العراق، الذي عاش الأمرّين على أيدي القوّات المحتلّة من جهة، وعلى يد فرق التكفير من جهة أخرى؛ إذ لم يكتفوا هؤلاء بما فعله صدّام وزمرته الكافرة، بل راحوا يجددون العهد لأعداء الإنسانية بقتل ما تبقّى من أبناء وذرية رسول الله(صلى الله عليه وآله) من ولد فاطمة(عليها السلام) (الذين يعرفون في أوساطنا بالسادة) بحجّة تشيّعهم للإمام علي (ع).
ولا أعلم كيف يفكّر هؤلاء، ويريدون من أبناء علي وفاطمة(عليها السلام) أن يكونوا أتباعاً لهم على منهجهم الانحرافي، وهم أعلم بما يتديّنون به ويتّبعونه، فأهل البيت(عليهم السلام) أعلم بما في البيت، فعجيب أمر هؤلاء، إمّا أن تكون من أتباع يزيد وزمرته القذرة، وإمّا أن تختار الموت لنفسك، والطمس والمحاربة لفكرك ومذهبك، فإن تعجب فعجباً لقولهم !!