8الكهف بأنّ الفئة المؤمنة صمّمت على بناء مسجد على قبور أصحاب الكهف من أجل تخليد ذكرى هؤلاء الفتية.
قٰالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً (الكهف: 21)
و في قضيّة اخرى نجد أنّ النبيّ إبراهيم(عليه السلام) يبنيفي جوار الكعبة سكناً لزوجته هاجر و ابنه إسماعيل، ثمّ يصبح هذا المكان محلاًّ لدفن هاجر و إسماعيل بعد وفاتهما، و بعد ذلك عدَّ اللهُ هذا المكان مقدّساً، و يطوف الحجّاج حول هذا المكان في كلّ عام، و يخلّدون هذا المقام باسم حجر إسماعيل؛ من أجل إحياء موقف هاجر و ولدها و غيرهم من المدفونين في تلك البقعة المقدّسة.
و في حادثة اخرى يقف النبي إبراهيم(عليه السلام) على صخرة عند بنائه للكعبة، فيبقى أثر قدمه بقدرة الله على تلك الصخرة، ثمّ يدعو الله إلى حفظ هذا الأثر القيّم من خلال الأمر بالصلاة عند هذا المقام، حيث قال تعالى: وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقٰامِ إِبْرٰاهِيمَ مُصَلًّى. (البقره: 125)
و في موقف آخر كان إسماعيل يجود بنفسه من العطش، فرفس برجله الأرض، فبعث الله إليه جبرئيل، و تفجّرت من تحت رجل إسماعيل عين زمزم؛ تكريماً لموقف هاجر، و قد حفظ لنا التاريخ هذا المكان لتبقى هذه الواقعة خالدة على مرّ الأجيال.
و قد أشار القرآن الكريم إلى البيوت التي عاش فيها الأنبياء و الأولياء؛ لأنّها بيوت تذكّرنا بإخلاص وعظمة أهلها، فقال تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ... (النور: 36)
و قد سئل رسولالله(صلى الله عليه و آله) هل بيت عليّ و فاطمة(عليهما السلام) من هذه البيوت؟ فأشار النبيّ(صلى الله عليه و آله) إلى بيت عليّ و فاطمة وقال: «نعم من أفاضلها». 1