7
المقدمة
أراد الله سبحانه و تعالى من جميع العباد أن يسيروا في الأرض، و يتأمّلوا و يتدبّروا في تاريخ و آثار السلف، و يعتبروا بما جرى على الاُمم السابقة.
قال تعالى: قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كٰانَ عٰاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كٰانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (الروم: 42)
و قد حاولت امم العالم - و لا سيما الاُمم ذات الحضارات العريقة - أن تبذل غاية جهدها و سعيها للحفاظ على تاريخها و ميراثها، و كلّ ماله صلة بماضيها و آثارها على أرض الواقع.
و تكمن فائدة الحفاظ على التراث في أمرين
أوّلاً: الاستفادة من المعلومات و التجارب و النماذج الإيجابية، و الانتفاع منها و الاستلهام منها لتحقيق المزيد من التقدّم في المستقبل.
ثانياً: التعرّف على التجارب المرّة و موارد الفشل و الهزائم التي و اجهتها الأجيال الماضية على مرّ العصور؛ لاجتناب تكرار هذه الحوادث.
و قد اهتم القرآن الكريم بهذين الأمرين، و دعا الناس - من جهة - إلى تلقي الدروس و العبر من تاريخ أسلافهم، و دعاهم - من جهة اخرى - إلى الحفاظ على تراثهم، و بيّن الباري عزّو جلّ عند ذكره لقصّة أصحاب