9ولكن مع الأسف الشديد عندما يسافر المسلمون في يومنا هذا إلى الحجاز، و يقصدون زيارة هذه الأماكن المقدّسة، يجدون أنّ السلطة الحاكمة قامت بتخريبها و إزالة أثرها، و هذا ما يدعوهم إلى الحزن و الأسى، و يتأسّفون كيف أدّت فكرة خاطئة إلى زوال هذه الآثار العظيمة التي بإمكان الجميع أن يستلهم منها العديد من الدروس والعبر؟!
ما هو سبب هدم القباب التي كانت مبنيّة على قبور أهل البيت(عليهم السلام) في البقيع، و على قبور الشهداء في منطقة احد، و على قبور الصلحاء في مقبرة المعلّى؟
لماذا ازيلت آثار بيت الإمام الصادق و بيت الإمام السجاد(عليهما السلام) و البيوت الاُخرى المرتبطة بالصحابة الأخيار في المدينة؟
و لماذا لانجد لبيت خديجة الكبرى(عليها السلام) و مكان ولادة سيّدة نساء العالمين(عليها السلام) أيّ أثر على أرض الواقع؟
لماذا مُحيت آثار حروب و غزوات المسلمين في صدر الاسلام؟
و لايجد الإنسان أيّة إجابة إزاء هذه الأسئلة؛ لأنّ الّذين أزالوا هذه الآثار يعتقدون بأنّ مظاهر التوحيد هي مظاهر للشرك، و هم يتّهمون جميع المسلمين بالشرك! ولكنّهم في الواقع يجسّدون - في يومنا هذا أمام جميع المسلمين - الخوارج الذين يحملون الأفكار الهدامة و العقول المتحجّرة، و التي دأبها النظر إلى التعاليم الدينية من الزوايا الضيّقة و المظلمة.
و قد اهتمّ هذا الكتاب بتسليط الأضواء على جزء يسير جدّاً من آثار هذا التفكير الرجعي و المتحجّر. و نأمل أن نجد فرصة اخرى للبحث بصورة مفصّلة في هذا الموضوع.
المؤلّف