64كتابه. وهذه حقيقة أقرّ بها علماء الأُصول.
و القرآن الكريم يذكر بصريح العبارة بأنّ هذا القرآن مصدر هداية لكلّ من يطلّع عليه حيث يقول تعالى: وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ (الأنعام: 19).
ويقول في آية أُخرى: شَهْرُ رَمَضٰانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنّٰاسِ ... (البقرة: 185).
والآية الثانية في الواقع تشبه الآية الأُولى كونها تتعلّق بالأُمّة الإسلاميّة، ولا تختصّ بالصحابة.
إنّ الله تعالى يخبرنا في الآية التي استدلّ بها الكاتب، أنّه أرسل ديناً وسطاً بين طمع اليهوديّة ونزعتها الماديّة، ورهبانيّة المسيحيّة ونزعتها الروحانية المفرطة؛ فشرّف المسلمين بأكمل الشرائع ليكونوا شهداء على سائر الأُمم.
فمن خلال التصريح بأنّ الإسلام هو دينٌ وسطٌ، وأنّه الشريعة الحقّة حتّى يوم القيامة، نفهم أنَّ هذا الخطاب هو خطاب عامّ، ولا يقتصر على من عاصر النبيّ(صلى الله عليه و آله).
لنتأمّل في كلام ابن كثير الذي هو من الثقاة عند فضيلة