63
نقد وتحليل
إنَّ من يستدلّ بآية على دعواه، يجب عليه حسب اصول الاستدلال بيان طريقة استدلاله، لكن المؤلّفوكما هو أُسلوب سائر نظرائه في الفكر؛ مع الأسفزيّن صفحات كتابه بالآيات التي عدّها دليلاً على مدّعاه، دون أن يبيّن وجه الدلالة.
أمّا الآية الأُولى فهي بصدد بين فضيلة الأمة الإسلامية التي كُلّفت بفريضتي الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، لذا لابد و أنْ تأمر الناس بالبرّ وتنهاهم عن السيئات، وهذه الخصلة لا تخصّ الصحابة ومن عاصروا النبيّ(صلى الله عليه و آله)، بل هي مهمّة جميع أبناء الأُمّة الإسلاميّة إلى يوم القيامة.
ولعلّ ما سبّب توهّم الكاتب هو خطاب «كنتم» في الآية، فتصوّر أنَّ المقصود بها الصحابة وحدهم، مع أنّ الخطابات القرآنيّة العامّة لا تقصد فرداً خاصّاً بعينه، كما هو حال الكتّاب عادةً. فمثلاً: عندما يقول كاتب في كتابه: «أيّها القارئ العزيز» فهو يقصد بهذه العبارة كلّ من يطالع