21الرزيّة ما حالَ بين رسول الله وبين كتابه». 1
ولنرى الآن أين تكمن جذور الخلاف؟ لو أنّ عمر ومَن معه لم يعارضوا النبيّ(صلى الله عليه و آله) في أن يكتب ذلك الكتاب العاصم للأمّة من الضلال كما وصفه النبيّ(صلى الله عليه و آله): (
كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً ) فهل كان المسلمون ينقسمون إلى فريقين؟
أما كان الأحرى بالكاتب الحريص على الوحدة أن لايركزّ على ذلك السبب الظاهري ويركّز على هذا السبب الواقعي - كما فعل ابن عبّاس حينما أعرب عن اسفه لممانعة كتابة النبي(صلى الله عليه و آله) كتاباً يصون الأمة من الضلال وكان من الاجدر به أن يؤنّب الذين آذوا النبيّ وهو على فراش المرض، بدلاً من التشبّث بهذه العلّة الظاهرية، ألم يقرأ قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّٰهُ فِي الدُّنْيٰا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذٰاباً مُهِيناً (الأحزاب: 57).