40ووقعت بينهم الصراعات، وظهرت بينهم الانحرافات، استخدم سلاح الإرهاب لتخويف المسلمين، والحيلولة بينهم وبين الخوض في حقيقة وواقع الصحابة.
من هنا برزت فكرة تحصين الصحابة، وعدم جواز المساس بهم، والخوض في خلافاتهم ومساويهم حتّى لا تتضح الرؤية أمام المسلمين وتتكشّف حقيقة الاتّجاه القبلي والحكّام.
واعتُبر مَن يخوض في أمر الصحابة ويتكلّم فيهم بمثابة ساب لهم يجب ردعه ومعاقبته.
وتبحّر الفقهاء في هذا الأمر وظهرت العديد من الكتب التي تركّز على الصحابة والأحكام الخاصّة بهم.
وتمّ قتل العديد من المسلمين بدعوى سبّ الصحابة. 1
ويظهر لنا من كلام ابن حنبل عن الصحابة أنّه قد جعلهم من أُصول الدين؛ وذلك حين أوجب على مَن أسماهم بالرافضة الاستتابة، وهو بهذا الحكم يساويهم بالمرتدّين، ويفتح الباب على مصارعه للحكّام كي ينالوا من الذين يخوضون في أمر الصحابة، ويبطشوا بهم بدعوى الحفاظ على الدين.
وقد أكّد لنا ابن حنبل مدى ارتباطه بالحكّام وربط عقيدته بهم حين أحال أمر الذين يخوضون في الصحابة إلى الحكّام ليعاقبوهم بالحبس حتّى الموت.
يقول ابن حنبل: والدين إنّما هو كتاب الله عزّ وجلّ وآثار وسنن وروايات، وأصحاب الرأي والقياس في الدين مبتدعة ضلاّل، إلاّ أن يكون في ذلك أثر عمّن سَلَف من الأئمّة الثقات.
ويختتم عقيدته بقوله: وأصحاب الرأي أعداء للسنّة والأثر يبطلون الحديث