39بنقص، فمَن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيبه، فإن تاب قبل منه، وإن ثبت عاد عليه بالعقوبة وخلّده بالحبس حتّى يموت أو يرجع.
وهذا الكلام هو محلّ إجماع مذاهب وفقهاء أهل السنّة وليس الحنابلة وحدهم، لكنّه غير مسلَّم به عند المذاهب والتيّارات الأُخرى.
وأسانيد ابن حنبل في هذا الاعتقاد هي الروايات التي أضفت القداسة على الصحابة، وألبستهم ثوب المثالية، مخالفةً بذلك نصوص القرآن.
وقام الحنابلة وفقهاء أهل السنّة بشرح هذه الروايات واستنباط القواعد التي تحول دون الخوض في الصحابة أو المساس بهم.
وحتّى تُصان هذه القواعد وتكون بعيدة ًعن الشك والشبهات، ويسلّم بها الجميع تمّ وضعها في كتب العقائد لتتحوّل مع مرور الزمن إلى عقائد ثابتة لا يجوز إعمال العقل فيها ويقاس على أساسها إسلام المسلم وسلامة دينه.
من هنا اشتُقّت فكرة عدالة جميع الصحابة دون استثناء، وهي فكرة تصطدم بنصوص القرآن الواردة فيهم، خاصّةً نصوص سورة التوبة. 1
وفكرة عدالة الصحابة تعود لأُصول مذهبيّة وسياسيّة نابعة من الصراع الذي دار بين الاتّجاه القَبَلي الذي ساد واقع المسلمين بعد وفاة الرسول(ص) والدول التي قامت على أساسه، واتّجاه أهل البيت:. 2
اعتمد الاتّجاه القبلي على الصحابة كسند شرعي في مواجهة أهل البيت، ولمّا كان الصحابة لا يحملون صفات ومؤهّلات أهل البيت، وقد دبّت بينهم الخلافات،