38من هنا كان ردّ فعل ابن حنبل شديداً متطرِّفاً في مواجهة خصومه القائلين بخلق القرآن، وردّ الفعل لا يجوز أن تُبنى عليه المواقف والأحكام الشرعيّة خاصّة ما يتعلّق منها بالكفر والإيمان.
وحالة ابن حنبل هذه تتطابق معها حالة سيّد قطب الذي فُتن وحُبس على يد عبدالناصر في فترة الخمسينيات مع عناصر جماعة الإخوان المسلمين. 1
ويصر ابن حنبل على أنّ الله سبحانه كلّم موسى مباشرةً دون واسطة، كالشجرة التي ذُكرت في بعض الروايات، كما يُصرّ على أنّ الله ناوله التوراة بيده.
وينتقل ابن حنبل بعد ذلك إلى قضيّةٍ جديدةٍ لا صلة لها بأُصول الدين وثوابته، وهي قضيّة من قضايا الرأي، إلاّ أنّه تحت وطأة الروايات وأقوال الرجال تمّ تضخيمها ألا وهي قضيّة الصحابة.
يقول ابن حنبل: ومن الحجّة الواضحة البيّنة المعروفة ذكر محاسن أصحاب رسولالله(ص) كلّهم أجمعين، والكفّ عن ذكر مساويهم والخلاف الذي شجر بينهم، فمَن سبّ أصحاب رسول الله أو أحداً منهم، أو تنقّصه، أو طعن عليهم، أو عرض بعيبهم، أو عاب أحداً منهم ، فهو مبتدع رافضي خبيث، مخالف لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً.
وخير الأُمّة بعد رسول الله: أبو بكر، ثمّ عمر، ثمّ عثمان، ثمّ علي، ووقف قوم على عثمان، وهم خلفاء راشدون مهديّون، ثمّ أصحاب رسول الله بعد هؤلاء الأربعة خير الناس؛ لايجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم، ولا يطعن على أحدٍ منهم بعيبٍ ولا