16وكما هو واضح فإنّ المشرك الذي يقصده ابن عبد الوهاب ويطلب قتله هو المسلم المخالِف له المعارِض لأفكاره، وليس المشرك المعادي للإسلام من أصحاب الملل الأُخرى.
وقال: إنّ الوهّابيّة لمّا دخلوا الطائف قتلوا الناس قتلاً عامّاً، واستوعبوا الكبير والصغير، والمأمور والأمير، والشريف والوضيع، وصاروا يذبحون على صدر الأُمّ الطفل الرضيع، ويقتلون الناس في البيوت والحوانيت، ووجدوا جماعة يتدارسون القرآن فقتلوهم عن آخرهم، ثمّ خرجوا إلى المساجد يقتلون الرجل في المسجد وهو راكع أو ساجد، ونهبوا النقود والأموال، وصاروا يدوسون بأقدامهم المصاحف ونسخ البخاري ومسلم، وبقيّة كتب الحديث والفقه والنحو بعد أن نشروها في الأزقّة والبطائح، وأخذوا أموال المسلمين واقتسموها كما تقسم غنائم الكفّار. 1
ونقل عن الشيخ علوي الحدّاد قوله عن ابن عبد الوهاب: والحاصل أنّ المحقّق عندنا من أقواله وأفعاله ما يوجب خروجه عن القواعد الإسلامية باستحلاله أموراً مجمعاً على تحريمها، معلومة من الدين بالضرورة، مع تنقيصه الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين، وتنقيصهم كفر بإجماع الأئمّة الأربعة. 2
وقال مفتي الحنابلة محمّد بن حميد النجدي المتوفّى عام 1295ه عن ابن عبدالوهاب: فإنّه كان إذا باينه أحد وردّ عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يُرسل له مَن يغتاله في فراشه، أو في السوق ليلاً؛ لقوله بتكفير مَن خالفه واستحلاله. 3
وقال الشيخ زيني دحلان: وكانت ولادة محمّد بن عبد الوهاب سنة 1111هوعاش عمراً طويلاً حتّى بلغ عمره اثنين وتسعين سنة، ولمّا أراد إظهار ما زيّنه له الشيطان من البدعة والضلالة انتقل من المدينة ورحل إلى المشرق، وصار يدعو الناس