41بالقرآن وعلومه: ناسخه ومنسوخه، متشابهه ومحكمه... تلقّيت كلّ ذلك من رسول الله(ص) وبفضل وبركة صحبتي له.
لقد أخذتُ من فيّ رسول الله(ص) بضعاً وسبعين سورة، ولقد علم أصحاب رسولالله(ص) أنّي أعلمهم بكتاب الله. فما من كتاب الله سورة إلاّ أنا أعلمُ حيث نزلت، وما من آية إلاّ أنا أعلم فيمَ أُنزلت، ولو أعلم أنّ أحداً أعلمُ منّي لرحلتُ إليه، وما سمعتُ أحداً يردّ هذا عليّ ولا يعيبه. ولكنّي أذكر أن رجلاً قال لي يوماً: سمعتك تقول:
«لو أعلم أحداً أعلم بكتاب الله منّي تبلغه المطايا لرحلت إليه» .
فقلتُ: نعم، قلت: هذا.
فقال: فأين أنت عن عليّ.
قلت: به بدأتُ، إنّي قرأتُ عليه.
وأضيف - أيضاً - أنّي قرأت سبعين سورة على رسول الله(ص)، وختمت القرآن على خير الناس بعده، عليّ بن أبي طالب... وأن القرآن انزل على سبعة أحرف، ما من حرف إلاّ وله ظهر و بطن، وإنّ علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن.
كما كنت محبّاً للقرآن، حاملاً له، عارفاً بقراءاته، مجيداً لها، حسن الصوت به، وكنتُ أعدّ من القراء، ولفظة القراء هذه لا تطلق إلاّ على نخبة قليلة تختصّ بقراءة القرآن، من بين عدد ممّن يعرفون القراءة في مجتمعنا الذي غلبت عليه الأُميّة. وقد قال فيّ رسول الله(ص):
«مَن سرّه أن يقرأ القرآن غضاً أو رطباً كما انزل فليقرأه على قراءة ابن امِّ عبد» وأمّ عبد كنية امّي.
وشهد لي عليّ(ع) أنّي أوّل من قرأ آية من كتاب الله على ظهر قلب بقوله:
«أول من قرأ آية من كتاب الله عن ظهر قلبه ابن مسعود».
وكثيراً ما كان رسول الله(ص)يحب أن يسمع القرآن منّي، وذات مرّة قال لي: اقرأ عليّ يا عبدالله.
قلتُ: أقرأ عليك، وعليك انزل يا رسولَ الله؟