18
التوسّل في الكتاب العزيز
إليك عزيزي القارئ بعض هذه الآيات:
1 - ( يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّٰهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَ جٰاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ). 1
في هذه الآية المباركة يأمر الله تعالى عبادَه المؤمنين باتّخاذ وسيلة للتقرّب إليه. طبعاً لم تُحدّد الوسيلة هنا، لكن من المعلوم أنّها يمكن أن تكون كلّ ما يرضاه الله تعالى. فهي من الممكن أن تكون شيئاً كالكعبة والحجر الأسود والقرآن الكريم، ومن الممكن أن تكون عملاً كالصلاة والحج والجهاد، ومن الممكن أن تكون تركاً كالصيام، ومن الممكن أن تكون شخصاً كأولياء الله وأنبيائه والصالحين من عباده والشهداء؛ فالنتيجة هي أنّ العبد يمكنه اتّخاذ كلّ وسيلةٍ من شأنها أن تقرّبه إلى الله تعالى وتُذكّره به، وأولياء الله هم جزء من الوسائل التي تقرّب العبد من الرّب كما جاء في الأحاديث الش-ريفة. قال سعيد بن جبير: «سُئِل النبيّ (صلى الله عليه و سلم) عن أولياء الله، قال: هم الذين إذا رُؤوا ذُكر الله». 2
2 - ( وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَمِيعاً وَ لاٰ تَفَرَّقُوا ). 3
يا تُ-رى، ما المراد من «حبل الله» في هذه الآية؟ بالتأكيد لا يُراد به ذات الله تعالى، بل المراد شيء آخر لأنّ حبل الله ليس من أسمائه تعالى. إذن، ما هو حبل الله؟ هل هو القرآن أو الإسلام؟ هل هو النبيّ وحده أو النبيّ وأئمة المسلمين؟ أو أنّه كافّة ما ذُكر؟ وأيّاً كان هذا الحبل، فهو عبارة عن واسطة