17
المبحث الثاني: التوسل بأولياء اللّه
لا ريب في أنّ اللّجوء للأولياء الصّالحين الذين رفعهم الله مقاماً عليّاً وفتح لهم أبواب رحمته، واتّخاذهم وسيلةً للتقرّب إليه تعالى بخضوعٍ وخشوعٍ وتذلّلٍ أو لطلب المراد منه، يعتبر عملاً حسناً يحبّه الله، لأنّه يؤدّي إلى ترسيخ الصلة بين العبد وربّه. ولابدّ من القول إنّ ارتباط ابن آدم الذي خُلق من ترابٍ بذي العزّة والجلالة دون واسطةٍ هو أمرٌ غير ممكنٍ، فنحن نرى أن الرسالات السماويّة قد وصلت للبشر بواسطة أفراد معيّنين وهم أنبياء الله الكرام، إذ لم يُخاطب الربّ عموم عبادِه بشكلٍ مباشرٍ أبداً.
فالإنسان لا يستطيع أن يرتبط بالله تعالى دون وسيلةٍ أو واسطةٍ؛ وهذه الوسيلة إمّا أن تكون عملاً عباديّاً كالصلاة والصيام وسائر العبادات، وإمّا أن تكون عبداً صالحاً من المقرّبين كأولياء الله الذين تحدّثنا عنهم. وهذا المفهوم نراه جليّاً في آيات الكتاب العزيز التي إن تدبّرناها سنُدرك حقيقة الأمر.