16فحوى الآية الشريفة لا يكذبون البتّة، إذ الكذب رجسٌ عظيمٌ وهم مطهّرون من الرّجس تطهيراً.
فيتبيّن لنا أنّه بالإمكان أن نجد أولياء الله الذين أشار إليهم القرآن الكريم في كلّ زمانٍ، إلا أنّ معرفتهم بالنسبة لنا أمرٌ صعبٌ أو مستحيل ما لم يعرّفهم لنا الله تعالى أو نبيّه الكريم (صلى الله عليه و آله) . وقد ذكر الله تعالى في آية التطهير أوصافاً لأهل بيت النبيّ (صلى الله عليه و آله) تنطبق مع أوصاف أوليائه الصالحين التي ذكرها في الآية الأُخرى، لذلك فإنّ أهل البيت هم أجلى مصداقٍ لأولياء الله.
لقد أكّدت الكثير من الأحاديث على أنّ محبّة رسول الله (صلى الله عليه و آله) وأهل بيته هي من شروط الإيمان، إذ رُوي عن أنس قوله: «قالَ النبيّ (صلى الله عليه و سلم) : لا يؤمنُ أحدُكم حتّى أكونَ أحبَّ إليه من والده ووُلده أجمعين». 1
ورُوي عن أبي سعيد الخدري قوله: «قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم) : إنّ لله عزّ وجلّ حُرماتٍ ثلاثاً مَن حفظهنّ حفظ الله له أمر دينه ودنياه، ومَن لم يحفظهنّ لم يحفظ الله له شيئاً؛ حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحمي». 2
ورُوي عن الحسن بن عليّ (عليه السلام) أنّ رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال: «الزموا مودّتنا أهل البيت، فإنّه مَن لقى الله عزّ وجلّ وهو يودّنا دخل الجنّة بشفاعتنا. والذي نفس-ي بيده، لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقّنا». 3