15الحديث الأوّل: «نزلت هذه الآية: ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) في بيت أُم سلمة، فدعا النبيّ فاطمةَ وحسناً وحسيناً فجلّلهم بكساءٍ وعليٌّ خلفَ ظهرِه فَجَلَّلَهُمْ بِكِسَاءٍ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بيتي فأذهِب عنهُمُ الرِّجْسَ وطهِّرهُمْ تطهيرًا»، قالتْ أُمُّ سلمةَ: وأنا معهُمْ يا نبيَّ الله؟ قالَ: «أنتِ على مكانِكِ وأنتِ على خيْرٍ». 1
الحديث الثّاني: «عن عائشة قالت: خرجَ النبيُّ (صلى الله عليه و سلم) غداةً وعليه مرط مرحّل من شعرٍ أسودٍ، فجاءَ الحسن بن عليٍّ فأدخَلَه، ثُمَّ جاءَ الحسين فأدخله، ثُمَّ جاءتْ فاطمةُ فأدخلَها، ثُمَّ جاءَ عليٌّ فأدخله، ثُمَّ قالَ: ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )». 2
لو أخذنا هاذين الحديثين بنظر الاعتبار إضافةً إلى أحاديث كثيرة أُخرى وردت بهذا الشأن، سيتأكّد لنا أنّ المراد من «أهل البيت» في آية التطهير هم: عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) . يُذكر أنّ هذه الآية تقع بين الآيات التي خاطبت نساء النبيّ (صلى الله عليه و آله) ، إلا أنّ الضمائر التي جاءت في تلك الآيات هي بصيغة الجمع المؤنّث، والضمائر في آية التطهير جاءت بصيغة الجمع المذكّر، وهذا دليلٌ على أنّ المخاطب في هذه الآية ليس نفسه في الآيات الأُخرى. فيتّضح لنا من خلال هذه القرينة ومن أحاديث أُخرى كثيرة ذكرنا امثلةً منها: أنّ المخاطبين في آية التطهير هم: النبيّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ، وأنّ هؤلاء الأطهار عندما يخبروننا بآخرين من ذراريهم كونهم من «أهل البيت» فسوف نقبل ذلك دونما أيّ تردّدٍ، وذلك لأنّهم وحسب