19ارتباطٍ بين النّاس وربّهم. وكما نعلم فإنّ أولياء الله هم أجلى مصاديق حبل الله، والتوسّلُ بهم لا محالة يقرّبنا منه تعالى، والتمسّك بهم سينجينا من عذابه يوم الحساب.
3 - ( وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جٰاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّٰهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّٰهَ تَوّٰاباً رَحِيماً ). 1
في هذه الآية المباركة يوصي الله تعالى عباده الذين يريدون استغفاره وطلب التوبة منه بأن يلتجئوا إلى نبيّه الكريم. فإضافة إلى استغفارهم بأنفسهم، عليهم أيضاً أن يتّخذوا النبيّ واسطةً ليطلب لهم المغفرة من الله تعالى؛ ففي هذه الحالة سيكون احتمال قبول توبتهم أكثر. في الحقيقة إنّ هذه الوصيّة من قِبله تعالى تعتبر أبرز دليلٍ على مش-روعيّة وضرورة التوسّل برسول الله (صلى الله عليه و آله) واتّخاذه واسطةً، لأنّ الله هو الذي علّم ذلك للعباد وأوصاهم به، فهذه الآية تصرّح بجواز التوسّل بغير الله تعالى بوضوحٍ. وسوف نُثبت لاحقاً أنّ التوسّل لا يختصّ بزمان حياة النبيّ (صلى الله عليه و آله) فحسب بل هو ممكن حتّى بعد وفاته، معتمدين على الأحاديث الصحيحة التي سنذكرها.
التوسّل في الأحاديث
لقد أكّدت الكثير من الأحاديث مشروعية التوسّل بأولياء الله واتّخاذهم وسائط للتقرّب إليه تعالى ولطلب الحاجة منه، الأمر الذي جرت عليه سيرة المسلمين منذ عهد رسول الله (صلى الله عليه و آله) حتّى عصرنا الحاضر، وهذا الأمر بالتأكيد ليس فقط منافياً للشرك، بل هو أمرٌ يتمّ من خلاله حصول أجلى حالات