28وأخرجه ابن عساكر أيضاً من طريق أبي رافع، عن أبيه، قال:
«جمع رسولُ الله (ص) وُلدَ بني عبد المطّلب وهم يومئذٍ أربعون رجلاً، وإن كان منهم لَمَن يأكلُ الجذعة 1 ويشربُ الفرق 2 من اللَّبن، فقال لهم: (يا بَني عبدِ المُطّلب، إنّ اللهَ لم يَبعث رَسولاً إلّا جعلَ له من أهلهِ أخاً ووَزيراً ووارِثاً ووصيّاً، ومُنجزاً لعِداته، وقاضِياً لدَينه، فمن منكُم يُتابِعني على أن يكونَ أخي ووزيري ووصِيّي، ويُنجز عداتي، وقاضي دَيني؟) فقامَ إليه عليُّ بن أبي طالبٍ، وهو يومَئذٍ أصغرُهم، فقال له: (اجلِس... فلمّا كان في اليومِ الثاني أعاد عليهم القولَ، ثمّ قال: (يا بَني عبدِ المطّلب كونوا في الإسلام رُؤوساً ولا تكونوا أذناباً، فمَن منكم يبايعُني على أن يكونَ أخي ووزيري ووصيّي، وقاضي دَيني، ومنجزُ عِداتي؟) فقامَ إليه عليُّ بن أبي طالبٍ، فقال: (اجلس). فلمّا كان اليومُ الثالثُ أعاد عليهم القولَ، فقامَ عليُّ بن أبي طالبٍ فبايَعَه بينهُم...» 3.
وأخرجه ابن عساكر من طريق أبي رافع أيضاً، وفيه:
«كنتُ قاعداً بعدَما بايعَ الناسُ أبا بكرٍ، فسمِعت أبا بكرٍ يقولُ للعبّاس: أنشُدُك اللهَ! هل تعلم أنّ رسولَ الله (ص) جمَعَ بني عبدِ المطّلب وأولادَهم وأنت فيهم، وجمعكُم دونَ قريش، فقال: (يا بني عبدِ المطّلب! إنّه لم يبعثِ اللهُ نبيّاً إلّا جعلَ له من أهلهِ أخاً ووزيراً ووصيّاً وخليفةً في أهله، فمن يقوم منكم يبايعُني على أن يكون أخي ووزيري ووصيّي وخليفتي في أهلي؟) فلم يقُم منكم أحدٌ. فقال: (يا بَني عبدِ المطّلب، كونوا في الإسلام رُؤوساً ولا تكونوا أذناباً، والله! لَيقومَنّ قائمُكُم أو لَتكونَنّ في غيركُم، ثمّ لَتندَمُنَّ، فقام عليٌّ من بَينكم، فبايعُه على ما شرطَ له ودَعاه إليه. أتعلمُ هذا له من رسولِ الله (ص) ؟ قالَ: نَعَم» 4.