17
يرد عليه:
1- التسلسل - كما سنبيّن - باطل، وإذا كان لكلّ علّة في العالم علّة أخرى، فلابدّ أن يصل الأمر إلى علّة قائمة بذاتها تشكّل الانطلاقة لهذه السلسلة.
2- «العلل» التي لا تمتلك «الشعور» و «الإدراك»، تعمل بصورة عشوائية وغير متّجهة نحو هدف معيّن.
ولهذا لابدّ من توجيه مركزي لهذه العلل، ولابدّ من وجود قوّة عُليا ذات شعور وإدراك تدبّر وتدير نظام الأسباب والمسبّبات، وتغرس في كلّ علّة ما يهديها إلى أهدافها المطلوبة.
مثال ذلك:
القوّة المحرّكة ليد الكاتب قادرة فقط على تحقّق الكتابة.
ولكن الكتابة لا تكون مفهومة وذا هدف إلاّ أن يكون الكاتب صاحب شعور وإدراك بحيث يتمكّن من إيصال مقصوده إلى المخاطب عن طريق اختيار أفضل الكلمات.
الصدفة وحدوث العالم:
معنى الصدفة:
الصدفة تعني تحقّق أحداث منظّمة في العالم من دون أن يكون وراءها تخطيط أو محاسبة أو تنظيم.
تنبيه: ليس المقصود من «الصدفة» أن يوجد حدث بنفسه ومن دون علّة لوجوده، أو تتحقّق ظاهرة بذاتها ومن دون سبب خارجي لها؛ لأنّ هذا الأمر لميقل به أحد، كما أنّه يتنافى مع «قانون العلّية»، وإنّما المقصود من «الصدفة» أن يوجد حدث منظّم من دون أن يكون وراءه جهة ذات شعور وإدراك تدير وتنظّم شؤونه.
مناقشة رأي الماديين القائلين بالصدفة في نشوء العالم:
أنكر بعض الماديين وجود التخطيط والتنظيم في نشوء العالم من قبل جهة