16
مِنَ السَّمٰاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيٰا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهٰا وَ تَصْرِيفِ الرِّيٰاحِ آيٰاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ . [الجاثية: 3- 5].
3. بيّن الإمام الصادق(ع) في الحديث المعروف المروي عن المفضّل في التوحيد الكثير من مصاديق النظم في مخلوقات الله تعالى، وقال(ع) في هذا الحديث:
« ... ولعمري ما أتى الجهّال من قبل ربّهم وأنّهم ليرون الدلالات الواضحة والعلامات البيّنات في خلقهم وما يعاينون من ملكوت السماوات والأرض والصنع العجيب المتقن الدال على الصانع...
والعجب من مخلوق يزعم أنّ الله يخفى على عباده وهو يرى أثر الصنع في نفسه بتركيب يبهر عقله وتأليف يبطل حجّته.
ولعمري لو تفكّروا في هذه الأمور العظام لعاينوا من أمر التركيب البيّن ولطف التدبير الظاهر... ما يدلّهم ذلك على الصانع، فإنّه لا يخلو شيء منها من أن يكون فيه أثر تدبير وتركيب يدلّ على أنّ له خالقاً مدبّراً...». 1
مناقشة رأي الماديين حول منشأ النظم: 2
ذهب بعض الماديين إلى أنّ العالم وُجد نتيجة سلسلة من العلل المتتالية.
ولكلّ شيء في هذا العالم علّة، ولهذه العلّة علّة إلى ما لا يتناهى من العلل.
وهذا في نفسه يوجد النظم بصورة لا إرادية، ويشكّل في هذا العالم سلسلة مترابطة ومنظّمة.
بعبارة أخرى:
إنّ الناظم في العالم عبارة عن العلل المكوّنة لهذا العالم.
وليس النظم شيئاً آخر وراء العلل الموجودة في العالم.
بل النظم عبارة عن الترابط الموجود فيما بين هذه العلل الحاكمة على هذا العالم.