36غير ذلك من التماثيل وكل ما يعبد من دون الله فهو وثن صنما كان أو غير صنم وكانت العرب تصلي على الأصنام وتعبدها فخشي رسول الله (ص) على أمته أن تصنع كما صنع بعض من مضى من الأمم: كانوا إذا مات لهم نبي عكفوا حول قبره كما يصنع بالصنم فقال (ص) : 
  
    « اللهم لا تجعل قبري وثنا يصلي إليه ويسجد نحوه ويعبد، فقد اشتد غضب الله على من فعل ذلك »  وكان رسولالله (ص) حذر أصحابه وسائدا منه من سوء صنيع الأمم قبله، الذين صلوا إلى قبور أنبيائهم واتخذوها قبلة ومسجدا كما وضعت الوثنية بالأوثان التي كانوا يسجدون إليها ويعظمونها وذلك الشرك الأكبر وكان النبي (ص) يخبرهم بما في ذلك من سخط الله وغضبه وأنه مما لا يرضاه خشية عليهم امتثال طرقهم، وكان رسول الله (ص) يحث على مخالفة أهل الكتاب وسائر الكفار، وكان يخاف على أمته أنبيائهم ألا ترى إلى قوله على وجه التعبير 
   والتوبيخ: «لتتبعن سنن الذين كانوا فيكم حذوا النعل بالنعل حتى أن أحدهم لو دخل جحر ضب لدخلتموه» وقد احتج بعض من لا يرى الصلاة في المقبرة بهذا الحديث ولا حجة له فيه. 
  قال صاحب الدر المختار شرح تنوير الأبصار: كذا تكره في أماكن كفوق الكعبة وفي طريق ومزبلة ومجزرة ومقبرة ومغتسل. 
  واختلف في علته: 
  قال ابن عابدين في الرد المختار على الدر المختار (42/2): فقيل: لأن فيها عظام الموتى وصديدهم وهو نجس وفيه نظر. 
  وقيل: لأن أصل عبادة الأصنام اتخاذ قبور الصالحين مساجد. 
  وقيل: لأنه تشبه باليهود، وعليه مشى في الخانية. 
  قال: ولا بأس بالصلاة فيها إذا كان فيها موضع أعد للصلاة وليس فيه