34وكذلك الصلاة في مسجد النبي (ص) الذي اجتمعت الأمة على مشروعية الصلاة فيه. وكذلك مقامات آل البيت عليهم السلام من مقام الإمام علي بن أبيطالب (ع) في النجف وكذلك مقامات آل البيت في مصر وسوريا وكل مقامات الأنبياء والأولياء فهُم جميعا طاهرين مطهرين بظاهر القرآن وبالتبرك بهم وكذلك بالتبرك بريق النبي (ص) وبوله كذلك وكل ذلك ثبت بالصحيح فهل فهمت الوهابية هذا الدرس جيدا واستوعبته وعقلته؟! 
  وسنختم كلامنا أخي الكريم في هذا الموضوع والحديث بأقوال بعض علماء السنة وعلى رأسهم الإمام مالك وكلامهم في هذا الحديث وأنهم فهموا ما فهمناه جيدا وكلامهم واضح فيما قلناه في الحديث وفعلهم وقولهم يدل على ذلك بصلاتهم في القبور وفي طرقها وبينها وبكلامهم عن الحديث وفهمهم والاحتجاج به وإليك أخي الكريم نص كلامهم: 
   قال ابن قدامة في المغني (468/2): 
   مسألة رقم223: وكذلك إن صلى في المقبرة أو الحش أو الحمام أو في أعطان الإبل أعاد. 
  اختلفت الرواية عن أحمد رحمه الله في الصلاة في هذه المواضع، فروى أن الصلاة لا تصح فيها بحال وممن روي عنه أنه كره الصلاة في المقبرة: علي وابن عباس وابن عمر وعطاء والنخعي وابن المنذر وجابر بن سمرة والحسن ومالك وإسحاق وأبي ثور. 
  وعن أحمد رواية أخرى: أن الصلاة في هذه المواضع صحيحة ما لم تكن نجسة وهو مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي لقوله (ص) : 
  
    « جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ».  وفي لفظ: 
  
    « فحيثما أدركتك الصلاة فصل فإنه مسجد ».  متفق عليه.