33النهي لعلة نجاسة عامة الناس وليست أهل الله.
والدليل على ذلك أن العلماء فرقوا بين المقبرة العامة أي القرافة لأنها تحيط بالإنسان ولا يعرف فيها الصالح من الطالح وكلها محاطة بالبقايا الآدمية والنجاسات البشرية فلا يجوز بناء مسجد للصلاة فوقها ولكن يجوز للفرد أن يصلي بينها في الأماكن التي ليس فيها قبور أي في طرقها العامرة فيما بين القبور وهذا موضوع يختلف عن موضوع اتخاذ القبور مساجد فلينتبه القارئ إلى تلبيس الوهابية ومن على شاكلتهم ونحن لا نختلف في حرمة بناء المسجد على المقبرة العامة لعلة النجاسة القطعية أما إذا كان قبرا أو اثنين فقط للعامة وليس لنبي ولا ولي قالوا في ذلك بنبشه وإخراج القبر أو القبرين من المسجد ونبشهما إذا علم ذلك قبل البنيان وفي الحالتين ينهى عن الصلاة فوق القبور أو فوق أي قبر وهذا الأمر ليس له علاقة بموضوع الصلاة في المسجد الذي فيه قبر نبي أو ولي بالجوار ومع وجود حائط يفصل بينهما فهذا موضوع ليس
له علاقة بالنجاسة لأمرين الأول لأننا لم نسجد فوق القبر ولا إلى القبر بالمقصد الوثني الشركي والثاني لأن أجساد الأنبياء والأولياء طاهرة مباركة مطهرة إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 1 وآلالبيت هم جملة الأولياء من الذرية النبوية عصبا وممن شهدوا له بذلك نسبا «كسلمان الفارسي رضى الله عنه » وكذلك لما ثبت أن رسول الله (ص) صلى بمسجد الخيف وهو فيه قبر سبعون نبيا غير بارزين ولا ظاهرين تحت المسجد وذلك لأن أجسادهم طاهرة مباركة فلم يمنع ذلك من الصلاة فيه وكما هو في المسجد الأقصى وفيه كثير من أهل الله مقبورين فيه من الأنبياء والصالحين