32وتلبيسهم على الناس إلا من رحم ربي في هذا وإليك أخي الكريم الشرح:
أولا: نقول أن الحديث يتكلم في ظاهره بوضوح عن الطهارة بالنسبة للصلاة في الأرض والأماكن على مستوى الكرة الأرضية طاهرة إلا « المقبرة والحمام » وفي الحديث الآخر يؤكد هذا الشرح والمعنى
« وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا » 1 أي أن العلة هي النجاسة في المقبرة والحمام أي أن الأرض كلها طهور إلا ما استثناه النص « المقبرة والحمام » وذلك لعلة النجاسة واستثناء على عكس الطهور فعلم بالقطع أن العلة والمانع هو النجاسة بسبب البقايا الآدمية والرمة وتحلل الجسد والأمعاء ونجاسة المكان بكل ذلك فهذا هو المانع ولأن شرط في صحة الصلاة طهارة المكان من النجاسة فهذا هو المقصد وليس المقصد مساحة المسجد الذي بني على قبر كالكنيسة التي صلى فيها بعض الصحابة
وغيرهم إذ المقصود طهارة المكان فلا يكون القبر هو الموطن الذي تسجد عليه وهذا في القرافة والمقبرة العامة والعلة هي النجاسة وليست العلة المسجد والساحة التي فيها قبر واحد أو قبرين معلومين فيجوز الصلاة حولهم وجانبهم ولا يجوز الصلاة فوق المقبرة والعلة من هذا الحديث هي نجاسة البقايا الآدمية والفضلات وما شابه إلا ما خصه الدليل واستثناه كالأنبياء والأولياء لطهارة أجسادهم وجواز التبرك بها فهي طاهرة مطهرة تقدست وشرفت بميراث النبوة عصبا كان الولي أو نسبا بالولاية ومع ذلك نحن لا نصلي فوق قبور الأنبياء والأولياء ولكن لا نقول بنجاسة البقايا الآدمية التي تخص الأنبياء والأولياء كما تبرك الصحابة ببول النبي (ص) كما ثبت في كتب السنة. إذ هذا الموضوع يقصد به