31وليس المعنى كما فهم مرضى العقول بأن هذا تحريم قراءة القرآن في المقابر أو الذكر إلا ما استثناه النص من ذلك كما ذكرنا في حديث استثناء « المقبرة والحمام » فهل فهمت الوهابية هذا الدرس؟!
وإليك أخي الكريم شرح رواية أبو داود وابن ماجة والترمذي « الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام » وقبل أن نشرح الحديث وأحكامه ومعانيه نود أن نبين أن المعنى هنا في لفظ مسجد أي موطن السجود وليس البناء الذي يسجد فيه لعبادة غير الله أو بناء المسجد على مقبرة عامة أي قرافة فكلام العلماء في موضوع طهارة المكان للسجود ولا يصح أن يلبس على الناس فيما بينه وبين اتخاذ القبور مساجد بما شرحناه سابقا لأن الوهابية تلبس على الناس ونأخذ كلام العلماء في موضوع طهارة المقبرة أو عدم طهارتها وحدود ذلك فيدخلونه في موضوع اتخاذ القبور مساجد بالمفهوم الذي شرحناه سابقا وهذا عينه هو التلبيس على الناس وتحريف الكلم عن مواضعه فبالنسبة لموضوع اتخاذ القبور مساجد فقد شرحناه شرحا تفصيليا وأجبنا على جميع الشبه فيه
بتوفيق من الله.
ولم يبق أمامنا في هذا الحديث إلا أن نتكلم عن طهارة المقبرة للصلاة أو عدم طهارتها وحد ذلك وإجازة الصلاة عليها أو عدم إجازتها وهل هناك إعادة على من صلى فيها أم لا؟
فهذا كله موضوع آخر غير اتخاذ القبور مساجد الذي شرحناه سابقا فلا يلبس على الناس بأقوال العلماء في النهي عن الصلاة في المقبرة لعدم طهارتها وإدخال ذلك في موضوع النهي عن اتخاذ القبور مساجد وهذا التلفيق باطل وهو الذي حدث عند الوهابية وكذلك اجتهاد العالم ليس بحجة بل الحجة في كلام النبوة وكل إنسان يؤخذ منه ويرد ولا التفات لتلفيقات السلف والخلف