30والذكر في القبر وهذا هو المعنى والمقصد وليس له علاقة أبدا بالنهي عن الذكر في المقابر بالنسبة للأحياء أو ما شابه ذلك من الاجتهادات الفاسدة والتأويلات البعيدة التي لا يتحملها النص.
وهذا النص يحض على ذكر الله وإقامة العبادات والذكر وقراءة القرآن في البيوت بالنسبة لسكانها كالقبور بالنسبة لسكانها ولأهلها من داخلها وانقطاع الأعمال عن الذكر كتشبيه في الحديث لتحقيق هذا المقصد وليس في هذا الحديث دليل قطعي أبدا منطوق أو حتى مفهوم صحيح يقول بحرمة الذكر وقراءة القرآن وجميع العبادات في المقابر إلا ما استثناه النص من نصوص أخرى في غير هذا الموطن وبنصوص غير هذا النص تتكلم عن التحريم والمنع إلا ما خصه الدليل كحديث
« الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام » 1 وسيأتي شرح ذلك والتعليق عليه وحد المنع وعلة المنع والجائز منه والممنوع فهل فهمت الوهابية ومن على شاكلتها هذا الدرس؟!
وكذلك في رواية البخاري
« اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا » 2 أي اجعلوا من صلاتكم وذكركم وقراءتكم القرآن ومن كل صور التعبد لأن الصلاة تشمل كل هذه العبادات اجعلوا بعضها في بيوتكم غير التي تؤدونها في المساجد فاجعلوا لبيوتكم نصيبا من ذلك ولا تجعلوها مثل القبور التي ينقطع أعمال سكانها من داخلها وليس من خارجها ويقف عندها التكليف بالذكر والصلاة إلا ما خصه النص من ذلك كالأنبياء والأولياء وهذا هو المعنى.