29بهذا النص بل المشروع التأدب عند أهل الله والتأدب معهم فلا يرفع الصوت عندهم أحياء وفي مقاماتهم فإن أماكنهم أماكن روضات شريفة محط الملائكة ونزول الرحمات والسكينة وهي مواطن استشفاعات وتوسلات ودعاء الله وذكره فلا يجوز فيها أي في مقامات الأنبياء والأولياء لا يجوز أن تتخذ عيدا ومظهرا له حتى يتسنى للذاكرين الذكر والدعاء وتأدية الزيارة وهذا هو معنى النهي في الحديث فهل فهمت الوهابية هذا الدرس؟!
وكذلك قوله (ص)
« ولا تجعلوا بيوتكم قبورا » 1 أي لا تجعلوا بيوتكم قبورا أي بموتكم عن ذكر الله أو عدم انتفاعكم من الذكر فيها والعبادات كأنكم أموات وهي قبور لكم وقد انقطع العمل عن الذكر فيها وهذا كله تشبيه لأن البيوت لم ينهى عن الدفن فيها وقد دفن رسول الله (ص) في بيته وهذا لا مانع منه وهو مشروع وخبره متواتر إذا ليس هذا هو المقصد بل إن المقصد التشبيه والكناية أي أنها محط انقطاع الأعمال الشرعية فالمعنى لا تنقطعوا في بيوتكم عن العبادات فتكونوا أنتم كأهل القبور وتكون بيوتكم مقابر بالنسبة لكم
أنتم وليس المقصود غيركم فهذا تشبيه وكناية ولا يؤخذ منه حكم قطعي وليس ظني لأنه مجرد تشبيه ولا تبنى الأحكام الشرعية على الظن أي بهجرها من الذكر بالنسبة لمن يسكنون القبور وهذا بالنسبة للعامة.
أما الأنبياء والأولياء فلهم خصوصية مثل الحديث الذي رواه أبو داود وصححه الألباني
« الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون » وهذا التشبيه يقصد به التشبيه بحياة البرزخ أي باطن القبور ولا يقصد به ظاهرها وحالها من الخارج وهذا المقصد في التشبيه هو انقطاع الأعمال عن العبادة وانتهاء التعبد