28وأما بالنسبة لرواية عائشة عن أم حبيبة وأم سلمة في رواية البخاري
« إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة » 1 كان الكلام عن كنيسة بالحبشة فيها تصاوير ومعلوم أنهم كانوا يعبدون الأنبياء والصالحين وهذه وثنية وهذا ما أنكرتاه أمنا أم حبيبة وأم سلمة وذكرتاه للنبي (ص) .
ويحتمل أن يكون الإنكار على التصاوير فقط فإن المصورين والوثنيين شرار الناس وملعونين بذلك والمعنى أن بنائهم المسجد أي لغير الله سبحانه وتعالى ولو كان غير ذلك فالمقصد أن النهي يقع على التصوير ووضع التصاوير ويكون الذم على ذلك وإن كان الذم على المقصد الشركي ومقصد البناء من أجل السجود لغير الله أو للوثنيين الممثل في التصاوير فيكون الذم على الأمرين معا ولو كان الذم على أحدهما دون الآخر مع الإخبار عن تفصيله لكفى ذلك ولكن الذم للأمرين أولى.
وهذا دليل واضح من الرواية على ما نقول ولا دليل فيها لمن خالفنا ولا
تعارض وبالجمع بين الروايات يتضح بذلك حقيقة الاتخاذ المنهي عنه في الحديث كما بيناه سابقا وفسرناه فإن الروايات يفسر بعضها بعضا فهل فهمت الوهابية هذا الدرس؟!
أما بالنسبة لقوله (ص)
« لا تتخذوا قبري عيدا » 2 أي لا تجعلوا موطن القبر مظهر من الاحتفال بالعيد كالإنشاد الجماعي وعلو الصوت عند القبر وضرب الدف وارتفاع الأصوات وكل مظاهر العيد والاحتفال كل هذا محرم