23فكفى تلبيس على الناس في الأحكام وتحريم الحلال وتحليل الحرام بالطرق الملتوية وبالجهل والخطأ دون إدراك صحيح!
أما إذا بني المسجد من أجل السجود للقبر أي عبادته والسجود له أو المقبور الذي فيه فهذا اتخاذ للقبور مساجد لأن المقصد الشركي متطابق مع علة النهي في الحديث فهذا يدخل في عموم النهي لاتفاق علة السجود بقصد العبادة لغير الله فيكون الواقع متطابق مع لعن اليهود والنصارى ووثنيتهم.
أما من أدخل في ذلك المسجد الذي يعبد الله وحده لا شريك له فيه في هذا النهي فهذا كلام فاسد لا دليل عليه ولا قرينة صحيحة على معناه وذلك لأن المسجد له قبلته الشرعية يتوجه إليها الموحد في صلاته ولم يتوجه بقبلته ومقصده الشركي ولم يتعلق بالقبر بقلبه ولم يكن القبر قبلته ولم يكن القبر والمقبور معلق بمقصده ونيته وتوجهه فهذا كله لم يتحقق وبذلك لم يتخذ القبر مسجدا له لأن الاتخاذ أي التوجه بالمقصد الشركي الكفري الوثني ولا توجه بتغيير قبلته كعبادة إلى القبر كعبادة شركية وتوجه شيطاني كل هذا لميتحقق فيكون هذا أمر آخر لا يتطابق مع واقع الرواية و علة النهي في الحديث فلا يطبق أحكامه عليه أبدا لأن الموحد في المسجد قبلته إلى بيت الله الحرام وليست وجهته القبر باتخاذ وتوجه ومقصد وكذلك الموحد قلبه معلق
بعبادة الله وحده لا شريك له وهذا السبب الحقيقي والمقصد من بناء هذا المسجد لتأدية الفروض الخمسة وَ أَنَّ الْمَسٰاجِدَ لِلّٰهِ فَلاٰ تَدْعُوا مَعَ اللّٰهِ أَحَداً 1 ولم يكن المقصد من هذا البناء السجود كعبادة للقبر والمقبور وقصده بالعبادة فهذا هو المنهي عنه في الحديث فهل فهمت الوهابية هذا الدرس؟!