22موحد إلا ما قلناه فيه وإليك شُبَه بعض المفسرين والرد عليها.
منهم من قال النهي يشمل بناء مسجد على القبر قلنا هذا كلام صحيح ومقبول ولكن بشرط أن يكون المقصد عبادة المقبور والسجود له وبناء المكان كمسجد بمعنى إقامة بناء كبير على القبر وحوله حتى يتسع المكان لعدد كبير حتى يسجدوا للقبر بقصد التوجه والسجود للقبر والمقصد عبادة المقبور فهذا البناء منهي عنه أيضا بظاهر الحديث بشرط أن يتطابق المقصد من بناء المسجد مقاصد اليهود والنصارى بالبناء من أجل الوثنية وعبادة المقبورين فهذا ينهى عنه الحديث كمظهر للمشابهة باليهود والنصارى بالسجود للأنبياء والأولياء كعبادة ووثنية.
أما إذا لم يتحقق شرط مطابقة المقصد الشركي أو عدم معرفته أو التحويل بمقصد آخر غير شركي فكل ذلك لا يدخل في عموم النهي فمثلا لو هناك مقام نبي أو ولي وهو مزار للمسلمين الموحدين فهل إذا أقمنا منفعة أخرى وبنينا مسجدا حتى يتسنى للزائر أن يصلي لله وحده لا شريك له من أجل إقامة الفروض الخمسة وتيسير على الزائر بوجود مسجد لله وليس هناك مقصد أن يعبد فيه مع الله أحد فهذا أمر ممدوح لأنه تحقق من خلاله مصالح كثيرة ومنافع متعددة في آن واحد وهذا المسجد مبني على التقوى أي من أجل عبادة الله وحده لا شريك له وتأدية فروضه وليس هناك مقصد شركي فهذا
البناء لا يدخل في النهي ولا يدرج في عمومه ولا يقاس هذا على ذاك لأن العلة ليست مشتركة فالمقصد الشركي لليهود والنصارى وعند من يقاس عليهم وينطبق عليهم المقصد الشركي لا تنطبق على مقصد التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له وتأدية فروضه فهذا لا يدخل في النهي فهل فهمت الوهابية هذا الدرس؟!