26
فحقّ القوة و الحول عندالله و حقائقه أكسبها سبحانه من شاء من خلقه على قدر ما هيّئ له ذلك المخلوق، يدخل تحت قاعدة: انّ الله انّما اظهر الأسباب فى خلقه بالإطلاق، و اظهر البركة فى بعضهم بالخصوص.
وما الملك و الرسول و النبى و الولى إلاّ حول من حوله سبحانه و
تعالى، و طَول من طوله، كما قال عمر: (نفرّ من قَدَر الله إلى قدر الله). 1 فعَنى بذلك انّه فرّ من حول الله إلى حول الله، فالعبد إذا تبرّأ من حوله و طَوله إلى حول و طَول المقبولين عندالله فلا غضاضة فى ذلك؛ لأنّهم جند الحق و رسله إلى الخلق...
ومن هنا صحّ التوسل بالذات و العمل الصالح و الدعاء، الذى اثبته الأنبياء جميعاً فى إحالة كل نبى على من بعده من نبى. ولو انّ الوسيلة باطلة لألجأ آدم الخلائق إلى الله دون أن يلجئهم إلى من بعده، ولكن آدم و الأنبياء عليهم الصلاة و السلام ارادوا أن يعرّفوا الخلق انّ الأخذ بالوسائل من السابق و اللاحق من أهل الإيمان و التقوى اعظم مظهر من مظاهر الإعتراف بنعمة الله حتّى يبلغوا مجامع الرحمات و النعم، ألا و هو سيدنا محمّد بن عبدالله (ص) . 2
...و گويا بارى تعالى با قراردادن وسيله به ما جايگاه روشن آن را در دينمان نشان مىدهد كه بندۀ پايين، از بالاتر از خود مىخواهد، و گويا نعمت خداوند سبحان و بلندمرتبه در ارواح مقربان درگاهش به