9
توطئة
قال تعالى: (أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّٰهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهٰا ثٰابِتٌ وَ فَرْعُهٰا فِي السَّمٰاءِ* تُؤْتِي أُكُلَهٰا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهٰا وَ يَضْرِبُ اللّٰهُ الْأَمْثٰالَ لِلنّٰاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (ابراهيم: 25 - 24).
لنبدأ كلامنا متسائلين عن مدى إمكانية صمود أيّ مذهب من المذاهب أمام هذا الكمّ من هجمات الأعداء التي واجهها مذهب التشيع، وكيف بقي رغم كل ذلك صامداً وشامخاً؟!
فمذ فاجعة كربلاء التي ارتكبها الأمويّون بحقّ إمام هذا المذهب وأنصاره، والذين كانوا يتصوّرون أنّهم قضوا بها على سلالة النبيّ الكريم(ص) وأنهوا كابوس الرسالة المحمدية الذي كان يطاردهم، وحتى يومنا هذا؛ لم تزل كربلاء - وبشهادة التاريخ - رمزاً لخلود التشيّع وراية خفّاقة له.
ورغم كل ما فعلوه من مكرٍ وخداعٍ، ورغم العداوة التي بدرت منهم بأشد أنواعها وصولاً لما ارتكبوه من تضييق واضطهادٍ وحبس وتعذيب لأهل البيت: ومحاولات لتشويه فكرهم وتحريف الحقائق، فقد بقيت أهدافهم بعيدة المنال ولم يحقّقوا منها شيئاً، وبقيت شجرة التشيع باسقةً تأتي