70وقد يشكّك البعض بهذا الحديث ويدّعي أنّ عبارة (كتاب الله وسنّتي) هي التي وردت في بعض الروايات بدل عبارة (كتاب الله وعترتي)، الأمر الذي يعني وجود تعارض في دلالة حديث الثقلين.
ويردّ على هذا التشكيك بأنّ هذا الحديث ورد في المصادر المعتبرة والمعتدّ بها بكلمة (وعترتي)، ومن هنا تتّضح آثار التحريف والدسّ في الحديث وتبديل هذه الكلمة بكلمة (سنّتي).
ولو أذعنّا بصحّة الحديث الذي وردت فيه كلمة (سنّتي) فهذا أيضاً لايقدح في صحّته، لأنّه يمكن اعتبار هاذين الحديثين م-فسّرين لبعضها البعض، وأنّ أهل بيت النبيّ(ص) وعترته(ع) هم أفضل وأكمل مف-سّرٍ لسنّته وخير حافظٍ لها، وبالتالي فإن اتّباعهم يعني اتّباع سنّة رسول الله(ص). وهذا التفسير ينسجم مع ما يذهب إليه الشيعة الإمامية.
الحديث الثالث: حديث المنزلة
من الأحاديث الدالة على إمامة وخلافة الإمام علي(ع) لرسول الله في أمور الأمة هو حديث المنزلة المرويّ في مصادر السنّة والشيعة معاً، ويبلغ في قوة سنده حدّ التواتر.
في هذا الحديث يخاطب النبيّ(ص) الإمام علي(ع) قائلاً: «يا علي، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيَّ بعدي». 1
ولكي نفهم ما يقصده النبيّ(ص) في كلامه لعلي(ع) علينا أن نعرف مقام