69الأمور بشكلٍ عامٍّ.
ومن أوّل العلماء الذين كتبوا حول حديث الغدير ودلالته على إمامة أميرالمؤمنين العالم الشيعي النحرير محمّد بن علي الكراجكي المتوفّى سنة (44(ص)ه)، وكتابه تحت عنوان: (دليل النص بخبر الغدير). 1
الحديث الثاني: حديث الثقلين
المقصود من حديث الثقلين قول رسول الله(ص): «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي. ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
وهذا الحديث أيضاً قد روي بطرق الشيعة والسنّة معاً، وهو حديثٌ متواترٌ وعند التدقيق والتأمل فيه نجد أنّ النبيّ(ص) كرّر هذا الحديث مرّات عديدة وفي مواطن مختلفة، وأحد هذه المواطن هو غدير خم.
والثقل في العمل اصطلاحاً يعني كلّ شيء ثمينٍ، والعمل فيه يكون ثميناً أيضاً.
فقد اعتبر النبيّ الكريم(ص) أهل بيته الثقل الآخر المعادل للقرآن، وأنهما لن يفترقا عن القرآن حتى يردا عليه يوم القيامة، وأمر بالتمسّك بهما معاً، دون ترك أحدهما. وفي تشبيه النبيّ(ص) لأهل بيته بالثقل الآخر المعادل للقرآن دلالات لطيفة وفوائد عديدة، قد أشرنا لبعضها آنفاً.
ومن هذه الدلالات التي نستلهمها من كلام رسول الله(ص)، هي أنّ أمره صلوات الله عليه بالتمسّك بهما معاً واعتباره التخلّي عنهما وعدم اتباعهما ظلالاً وانحرافاً، دليلٌ واضحٌ على إمامتهم(ع) للأمّة من بعده.