68والظاهر أنّ السنّة لا يجدون مشكلة في هذا الحديث من ناحية السند، ولكنّهم يناقشون في معناه ودلالته على ولاية أميرالمؤمنين(ع).
والشيعة يرون وبشكلٍ قاطع أنّ مفردة المولى في هذا الحديث بمعنى (الولاية) وتعني الأولوية في التصرّف والخلافة، وهي دلالة نصّيّة صريحة على الإمامة والخلافة لعليّ(ع)، أمّا السنّة فيرون أنّ مفردة (مولى) تعني (الصاحب) و (الناصر) لا غير!
في هذا الصدد لا بدّ من التأكيد على أنّ مفردة (مولى) وإن كان لها معاني متعدّدة في اللغة العربية، لكن من الواضح لكلّ منصفٍ أنّ المراد منها هنا الأولوية في التصرّف وولاية الأمر؛ وذلك مع الأخذ بنظر الاعتبار القرائن السابقة واللاحقة للتلفّظ بهذه المفردة، وكذلك القرائن الخارجية، كآية التبليغ ودلالتها، وآية إكمال الدين وشأن نزولها، حيث يؤكّد الكثير من الم-فسّرين والمؤرّخين أنّها نزلت بعد خطبة الغدير واجتماع الحجّاج في ذلك الحرّ الذي لايطاق، فسيتضح حينئذٍ أنّ مراد الرسول الكريم(ص) شيئاً أكبر وأعلى شأناً من إعلان المحبّة والصحبة لعلي(ع).
وأوضح قرينة على ذلك تكرار السؤال من النبيّ(ص) للمسلمين بأعلى صوته: «ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟!» ومن الواضح أنّ السؤال هذا له ارتباطٌ وثيقٌ مع إعلان ولاية عليّ(ع)، وذلك ليس إلّا إثبات الولاية من قِبل رسول الله(ص) لعليّ(ع).
ولكنّ الظاهر أنّ أهل السنة غفلوا أو تغافلوا عن الارتباط الموجود بين صدر كلام رسول الله(ص) وخاتمته. وقد دُوّنت في الرد على رأي أهل السنة في تفسيرهم لكلام رسول الله(ص) هذا كتب ومقالات كثيرة. ونجد أنّ التعرض إلى كل جوانب هذا الموضوع خارج عن أهداف هذا الكتيب الذي يتناول