57أوضح دليلٍ على عصمة الأئمّة(ع)، لأنّ الله تعالى نفى الإمامة عن كل ظالمٍ.
ومن ناحيةٍ أخرى، لو تتبّعنا مفهوم (الظلم) ومعانيه في القرآن الكريم سنلاحظ أنّه مفهومٌ واسعٌ يشمل جميع أنواع الظلم، ابتداءاً من الظلم بحقّ الله تعالى مروراً بظلم الناس وصولاً إلى ظلم النفس. وبالطبع فإنّ كل ذنبٍ أو زللٍ صغيراً كان أو كبيراً، هو ظلمٌ في حقيقة، وبالتالي فإنّ مرتكبه (ظالمٌ). فيكون مقتضى الآية أنّ من يتصدّى للإمامة يجب أن يكون منزّهاً عن كل تقصير وسوء وزلل يوجب ظلماً بأيّ نحوٍ كان، وأن لا يتّصف بذلك في أيّ زمان من الأزمنة. حتى ولو قيل إنّ من كان ظالماً فيما مضى وقد تاب الآن عن ظلمه فقد عفى الله عنه وهو ليس ظالماً الآن. ولكن مع ذلك فإنّ المصداق الحقيقيّ لعدم الظلم هو عدم الاتّصاف به في أيّ وقت من الأوقات مطلقاً.
ومن الواضح أنّ أهلالبيت(ع) هم المصداق الوحيد والأكمل الذي يمكن أن تنطبق عليه هذه المواصفات لأنّهم لم يكونوا في حياتهم ولو لحظة واحدة متّصفين بالظلم. ومن هنا نجد الشيعة يؤكّدون ويشدّدون من خلال هذه الآية على عصمتهم(ع).
ينقل صاحب تفسيرالميزان عن بعض أساتذته استدلالاً رائعاً لإثبات اختصاص الإمامة بمن كان غير ظالم في جميع مراحل حياته، لكن لا مجال هنا لطرحه. 1
الدليل الثالث: آية الطاعة
المقصود من آية الطاعة هو قوله تعالى: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ . 2