58وهذه الآية تدل بوضوح على عصمة أولي الأمر، وهم الأئمّة(ع)؛ لأنّها قرنت الأمر بطاعتهم في طاعة الله تبارك وتعالى ورسوله(ص)، ووجوب الطاعة ملازم لوجود العصمة؛ فمن البديهي أنّه يستحيل على الله تعالى بحكمته أَنْ يأمر بطاعة من يحتمل صدور المعصية والزلل منه بقصد أو بغير قصد.
وبعبارةٍ أُخرى، فإنّ الأمر بوجوب إطاعة مَن يمكن أن يصدر منه الخطأ أو المعصية، هو أمرٌ من الله تعالى بارتكاب المعصية والخطأ. وهذا تعارضٌ بين الأمر بالشي والنهي عنه من قبل الله تبارك وتعالى، ومن المستحيل أن يصدر ذلك منه. لذا، لا بد أن يكون أولي الأمر معصومين عن اقتراف الخطأ والوقوع بالمعصية، وهو ما يؤمن به الشيعة وينسبوه لأئمّتهم(ع).
والطريف أنّ الفخر الرازي المتوفّى سنة (606ه) وهو من الم-فسّرين المعروفين عند أهلالسنّة، يؤيدّ استدلال الشيعة في وجوب كون ولي الأمر معصوماً بحسب هذه الآية، ولكن ينتهج بعد ذلك أسلوباً للتملّص، وذلك إمّا تعصّبٌ أو ما شابهه، فيقول: إنّ هؤلاء أولي الأمر المعصومين لا يمكن أن يكونوا أفراداً مخصوصين من الأمّة؛ لأنّ إطاعة أفراد مثل هؤلاء متوقّف على معرفتهم وتشخيصهم، وهم غير موجودين في زماننا هذا.
وعليه يذهب إلى أنّ المقصود من أولي الامر هم أهل الحلّ والعقد من الأمّة، ويعتبره دليلاً على حجية إجماع الأمّة. 1