55المفسّرون والمؤرّخون، فضلاً عن تصريح الكثير من الاحاديث بأنها نزلت بشأن أهلالبيت وأنّها لا تتعلّق بنساء النبيّ(ص). وعليه يجب تفسير آية التطهير بشكلٍ منفصل تماماً عن الآيات الأخرى القريبة منها في السورة.
الرأي الثاني: وهذا الرأي يستند قائله إلى رأي زيد بن أرقم القائل بأنّ أهل بيت النبيّ(ص) هم: أصله وعشيرته الذين تحرم عليهم الصدقة من بعده. 1
ولا بدّ من الالتفات هنا إلى أنّ الاستدلال بقول هذا الصحابي يكون مقابل الاستدلال بقول النبيّ(ص) نفسه، لأنّه صلوات الله عليه قد عرّف أهل بيته للناس مراراً وتكراراً وفي مواطن كثيرة. ومن أشهر هذه الأحاديث التي ذكرت أهلالبيت وعيّنتهم، حديث الكساء المعروف والذي يمكن أن يصل إلى حدّ التواتر عن طريق الشيعة والسنّة على حدٍ سواء.
ونذكر هذا الحديث الشريف كما رُوي في مسند أحمد: «جاء رسول الله(ص) ومعه على وحسن وحسين (رضى الله تعالى عنهم) آخذٌ كلّ واحدٍ منهما بيده حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه ثمّ لفّ عليهم ثوبه - أو قال كساءً - ثمّ تلا هذه الآية: إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً وقال: اللّهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحقّ». 2
وقد أكّدت روايات أخرى على أنّ آية التطهير نزلت في هذا الوقت بالضبط، ومن الجدير بالذكر أنّ زوجة رسول الله(ص) أمسلمة كانت حاضرة في هذه الحادثة، وقد سألت النبيّ(ص) هل هي معهم؟ فأجابها(ص): «إنّك إلى